القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب معجزه القرآن _ الذي اتعب الدنيا


 


 ◾كتاب معجزه القرآن .


◾مشاهد يوم القيامه.


◾ للشيخ محمد متولي الشعراوي.

         

          ◾الذي اتعب الدنيا


الذي اتعب الدنيا ووضع الشقاء في حياه الإنسان ان الناس أخرجت الحياه الدنيا عن معني وجودها..

فالحياه الدنيا هي وسيله للاخره هي اختبار من الله سبحانه وتعالى لعباده يأتي الجزاء عليه في الآخره ولكن الناس حولوا الحياه الدنيا من وسيله الي غايه  ، 

وكأنما وجود الانسان في الحياه الدنيا هو الهدف من خلقه..

فأصبح كل انسان يريد أن يحصل علي كل ما يستطيع في حياته الدنيويه،، 

بصرف النظر عن منهج الله وعن ان الدنيا دار اختبار، ورغم ان الله سبحانه وتعالى قد وضع في حياتنا ان هذه الدنيا ليست الهدف من خلق الانسان،، 

فجعل الدنيا دار اختيار لا يثبت فيها الإنسان علي حال فالقوي اليوم قد  يصبح ضعيفا غدا، والغني اليوم قد يصبح فقيراً غدا  ، والنعمه لا تدوم لاحد  ، فهي ان لم تفارق الانسان في حياته  ، فارقها الانسان بالموت، 

ورغم اننا نشهد ذلك  كل يوم  ،،  الا ان الكثيرين لا يفهمون ما يحدث، فهم يحاولون ان يحصلو علي النعم الدنيويه بأي وسيله ولو عن طريق الحرام  ، وهم في انطلاقهم الي الاخذ من الدنيا، ينسون ان هناك حياه دائمه في الآخره..

والناس لا تنتبه الي ان الحياه الدنيا لا يمكن ان تكون هي النهايه  ، ذلك أننا لسنا متساووين في حظنا منهم، ولا في عمرنا فيها  ، فهناك من يكون عمره في الدنيا ساعه  ، وهناك من يكون عمره يوم،  وهناك من يكون عمره سنوات  ،، 

اذن فالعمر في الدنيا ليس متساوياً  ،  والناس لا تنتبه الي ان الجزء الذي فيه اراده بشريه في حياه الإنسان هو الحياه الدنيا، 

فالانسان مدام موجوداً علي هذه الأرض  يعطيه الله مشيئه الاختيار ، ولكنه في اللحظه التي يغادر فيها هذه الحياه وهو يحتضر وقبل ان يموت  ،  تخمد بشريته وينتهي اختياره ويصبح مقهوراً،،  فلا يسيطر علي شيئ وينتهي الاختيار تماماً  ويعود الإنسان الي القهر لقدره الله،، فكأنما الفتره الوحيده التي للانسان فيها ذاتيه او التي يملك فيها قدره الاختيار لا تكون الا فتره الاختيار الدنيوي  ، 

فيكون فيها الانسان صالحاً للطاعه وصالحا للمعصيه،، 

ليتم الابتلاء او الامتحان الذي يحدد فيه مصيره  إما الي الجنه، وإما الي النار والعياذ بالله..

والناس لا تنتبه الي انها تملك في الدنيا مجازاً وليس حقيقه فالانسان لا يملك في الدنيا  شيئاً بدليل انه عندما يموت يخرج منها صفر اليدين  ، فلا يأخذ معه ماله، ولا الارض التي يملكها، ولا البيت الذي يعيش فيه  ،  بل ان هذه الاشياء لا تمثل له امرا نافعاً في حياه البرزخ ولا يستخدمها ولا يحتاج اليها..


اذن فكل شيئ في الحياه الدنيا موقوت  ، وهذا دليل علي انها فتره موقوته من الحياه، 

كما ان عمر الإنسان في الدنيا لا يمثل الحياه فيها  ، فمن حظه من الحياه ثلاثون سنه فهذا حظه من الدنيا ومن حظه اربعون سنه  ، او خمسون سنه وستون سنه فهذا حظه منها  ،، 

فلا يقول احد ان الدنيا عمرها ملايين السنين لان الإنسان لا يعيش فيها هذه الفتره الطويله  ،  وانما هي اجيال تتعاقب  ، كل يأخذ نصيبه ويرحل، فلا يحاول احد ان يربط عمر  الدنيا بحياته  ، بل يرتبط عمر الدنيا بمقدار ما يقضيه فيها،، 

اذن فهي حياه موقوته  ، موقوته في الزمن وموقوته في النعمه وموقوته في الملك وموقوته في كل شيئ والانسان حين يتخذ الدنيا غايه  فإنه من جهه يحاول ان يجعل لنفسه فيها ذاتيه، فبدلا من ان يتبع منهج الله الذي انزله للبشريه يحاول ان يضع هو المنهج لنفسه  فيفسد بدلا من ان يصلح  لماذا؟ 

 لان لكل واحد منا غرضا يريد ان يحققه  لذلك عندما يبدء الانسان في تنظيم حياته يحاول ان يحقق لنفسه اكبر الميزات، فهو بأعتقاده ان الدنيا هي الغايه ، يحاول ان  يحصل فيها علي اقصي ما يستطيع، 

لذلك تأتي القوانين معوجه ولتحقيق اغراض خاصه  ، فإذا كانت القوانين  توضع في مجتمع رأسمالي فإنها تكون لصالح الرأسماليه  ، بحيث تضمن هذه القوانين القضاء علي اي شيوعي في المجتمع يهدد نفوذ الرأسماليين  ومصالحهم، فتكون النتيجه ان القوانين لا توضع عن عدل، ولكن عن

 اغراض شخصيه  وكذلك بالنسبه للمجتمع الشيوعي فهو يضع القوانين التي تعطي كل الميزات للجنه المركزيه للحزب الشيوعي، وتقضي بلا رحمه علي كل رأسمالي..


            ◾◾◾◾◾◾◾◾◾













samah galal
samah galal
كاتبة في مجال الاسرة ، المجتمع، والمواضيع المتنوعة .

تعليقات