القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب معجزه القرآن _ اول الخلق ذريته


 


كتاب معجزه القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي 


مشاهد يوم القيامه

الجزء الحادي عشر



        ◾ اول الخلق ذريته



_ لقد  عرفنا انه مادام اول الخلق آدم  ،،  

اذن فكل ذريته خلقت مطموره فيه  ، لانه كما قلنا لابد لسلسله الحياه أن  تستمر  ،، 

مصداقا لقوله تعالي

 

وٌإذِ أخِذِ ربًکْ مًنِ بًنِيَ آدٍمً مًنِ ظُهّوٌرهّمً ذِريَتٌهّمً}


وبنو ادم هم اولاد آدم منذ الخلق الي ان تقوم الساعه..

إذن يكونو بنو آدم هن المأخوذ منهم فأين المأخوذ؟ 

نقول إن المأخوذ هو الذريه وفي هذه الحاله يكون المأخوذ منه والمأخوذ قد اتحدا وهذا مستحيل  ،  

يأتي الحديث الشريف لرسول الله صلي الله عليه وسلم ليشرح لنا ماذا حدث فيقول:

« إن الله مسح علي ظهر ادم  ، واخرج منه الذريه المطموره فيه  ، والتي ستأتي الي الحياه حتي قيام الساعه  ،، وقال لهم ألست بربكم ؟ قالو نعم  ، انت ربنا سبحانك »..


_ إذن في هذه الحاله يكون المأخوذ منه هو آدم  ،  والمأخوذ هو ذريته  ،،

 فكان الله قد مسح بيده علي ظهر ادم واخرج الذريه وأشهدها علي نفسه..


_ يأتي انسان ليقول: إن هذا غير معقول  ، كيف وانا لم اخلق يشهدني الله علي نفسه؟ 

 نقول ان الله سبحانه وتعالي رحمه بعقول البشر قد اوجد لهم من المشاهد مايقرب الغيب الي أذهانهم  ،،   كيف  ؟ 

_ الله سبحانه وتعالي حين امر ابراهيم أن يؤذن بالناس بالحج وقف ابراهيم وأذن ، 

ولم يكن هناك بشر حوله أي أن مشهديه ابراهيم وهو يؤذن لم تحدث الا لعدد محدود من الناس أو ربما لم يشهدها أحد علي الاطلاق ، 

ولكن قدره الله سبحانه وتعالى حملت هذا الاذان لنا، ونحن في عالم الذر وابلغته لنا  ،، 

ولذلك نجد الناس في الحج ينطلقون وهم يرددون لبيك اللهم لبيك  ، لبيك لا شريك لك لبيك  ،

دليل علي انهم سمعوا نداء ابراهيم قبل ان يخلقوا وانطلقوا يلبون هذا النداء، 

هل راي احد من هؤلاء ابراهيم وهو يؤذن؟ 

لم يره أحد من الملايين التي تحج كل عام  ، 

ولكن هؤلاء الملايين سمعوا نداء ابراهيم واستجابوا بقدره الله سبحانه وتعالي،

وعندما نسمع هذا النداء نعرف ان الله سبحانه وتعالي قادر ان يلهمنا بالفطرة ويضع فينا أشياء قبل ان نخلق  ،

كما اشهدنا علي نفسه ، 

فخلق كل واحد منا وهو يعرف الله بالفطره..

_ قد يقول بعض الناس ان الحج هو من اركان الاسلام الخمسه وانه مذكور في القرآن الكريم  و مبلغ  لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، 

نقول إن الحج للكعبه كان موجودا قبل بعث رسول اللّه صلي الله عليه وسلم  ،

  وان البشر كانو يحجون للكعبه قبل ان يفرض الحج في الاسلام،

بل إن القبائل كلها في  الجزيره العربيه وغيرها كانت تأتي من اماكن بعيده  ، 

فالحج للبيت كان فطره ايمانيه ولو ان الشيطان استغل غفله الانسان واستطاع ان يدخل الي هذا المكان عباده الاصنام قبل رساله رسول الله صلي الله عليه وسلّم الا ان الناس لم تكن تحج للاصنام.

ولكنها كانت تحج للبيت  ، فالاصنام كانت موجوده في كل مكان ولكن الحج كان للبيت وحده  ، وفشلت كل المحاولات البشريه التي حاولت ان تنشئ أماكن اخري يحج اليها الناس بما فيه قصه ابرهه ملك الحبشه الذي انشأ مكاناً فخما ليحاول ان يجذب الناس اليه فلم يأت احد اليه..

وحينئذ قرر ان يهدم الكعبه فأفناه الله وجيشه.

قد يتساءل البعض كيف يتحدث الله لنا جميعاً وبأي لغه دار هذا الحديث؟ 

ونحن سنخلق ونتحدث لغات مختلفه  ، نقول ان الحديث بين الله وخلقه جميعاً يتم بلغه واحده الله قادر علي ان يجعل كل خلقه يفهمونها  ، وهذا ما سيحدث في الحساب يوم القيامه  ،، فالله اذا تكلم استطاع ان يفهم كل خلقه وان يفهمهم..

_ إذن فالحق سبحانه وتعالي اخبرنا عن مراحل الحياه منها ما هو مشهود لنا  ،،  ومنها ما هو غيب عنا،، 

ولكن مادام الله قد قال فنحن نأخذ الكلام بمنطق الايمان.

فما دام الكلام من الله وما دمنا قد آمنا به الها خالقا وقادراً فكل ما يقوله لنا الله نأخذه بيقين الإيمان..


                   ◾◾◾◾◾◾













samah galal
samah galal
كاتبة في مجال الاسرة ، المجتمع، والمواضيع المتنوعة .

تعليقات