القائمة الرئيسية

الصفحات

من كتاب معجزه القرآن _ مشاهد يوم القيامه _ عطاء ربوبيه وعطاء الوهيه


 

كتاب معجزه القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي 

مشاهد يوم القيامه الجزء الحادي عشر ◾


   ◾عطاء ربوبيه وعطاء الوهيه



_ الله حين اوجدنا وخلق لنا هذا الكون كان له عطاءان عطاء ربوبيه لانه رب للجميع  ،، فهو الذي اوجدهم، ولابد ان يوجد لهم مقومات حياتهم، وعطاء الوهيه،، وذلك لمن يؤمن بالله له عطاءات الله في الوهيته بأن يعينه ويهديه ويمتعه في الآخرة..


_ عطاء الربوبيه الذي يشترك فيه المؤمن والكافر ينقسم الي قسمين  ،، عطاءات تنفعل لك،، وعطاءات تنفعل بك..

_ العطاءات التي تنفعل لك هي التي تعطيك خيرها بلا مقابل منك،،  اي انك لا تبذل مجهوداً لتحصل علي خيرها..

_فالشمس تشرق بأشاعتها علي المؤمن والكافر بلا تفرقه،، والمطر ينزل علي الشعوب المؤمنه والشعوب الغير مؤمنه  ،، والقمر ينير الدنيا كلها ليلاً   ، والهواء يتنفسه الجميع  ،،

كل هذا يتم بدون جهد من احد..

فلا احد يمكن ان يدعي انه خلق الشمس،، او انه اوجد الغلاف الجوي للارض..  او صنع القمر والنجوم، او انه يقوم بعمليه البخر من البحار  لينزل الماء العذب علي الارض لاستمرار الحياه  ،  فكل هذه الاشياء هي من صنع الله  ،، كلها تخدمك وتخدم حياتك بلا جهد  وبلا مقابل..

نأتي بعد ذلك الي عطاء الربوبيه الثاني وهو اشياء تنفعل بك، هذه الاشياء موجوده في الارض مطموره فيها ولكنها  لا تعطيك الا اذا اعطيتها الحركه..

_ فالارض تعطيك الزرع مثلاً  ، ولكن اذا لم تحرث اللرض وتبذر الحب لا تعطيك الارض شيئاً..

_ اذن فلابد هنا من عمل  ،  وما في باطن الارض كنوز  ، ولكنك لن تحصل عليها الا اذا بحثت عنها..

والرزق هنا موجود بحيث يكفي كل من يعيشون علي الارض من خلق ادم الي يوم القيامه، ولكن الانسان بظلمه وجهله صنع المجاعات في الارض..

فبينما هناك دول تلقي القمح والبن والبيض في البحر حتي لا تنخفض اسعاره  ، هناك دول اخري تدفع للفلاح ثمن المحصول وتطلب منه الايزرعه لتحافظ علي ما يسمونه السعر العالمي  ،  لو ان هذه الدول اتقت الله في خيرات الارض، وعرفت ان تلك الخيرات هي للبشر جميعا،،  ولا يحق لاحد ان يمنعها عن خلق الله لما حدثت مجاعه.  لانه كلما حدث جدب في مكان كان هناك فائض في مكان اخى يكفيه.. ولو ان الغذاء وزع  بالعدل والانسان استغل خيرات الارض ولم يعطها  ،، لكان الغذاء في كل وقت كافيا لكل من يعيشون فوق الأرض...

ولكن محاولات بعض البشر ان يستأثروا بخيرات الله ويمنعوها عن الاخرين  ، ولو باتلافهما، ولو بعدم زرع الأرض، هذه المحاولات هي التي اوجدت هذا الوضع الغذائيّ غير المتوازن في الكون ،، ولو ان كل ناتج الارض كان لكل البشر يوزع عليهم بالتساوي  ،، لما جاعت دوله واتخمت دوله اخري..

_ عطاء الربوبيه هذا يشترك فيه المؤمن والكافر في الدنيا فقط  ، اما في الاخره فهو للمؤمن وحده  ، وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالي

          { قُلَ مًنِ حًرمً زٍيَنِهّ آلَلَهّ آلَتٌيَ آخِرجّ لَعٌبًآدٍهّ                       وٌآلَطِيَبًآتٌ مًنِ آلَرزٍقُ قُلَ هّيَ لَلَذِيَنِ آمًنِوٌ                      فُيَ آلَحًيَآهّ آلَدٍنِيَآ خِآلَصّهّ يَوٌمً آلَقُيَآمًهّ  ،                        کْذِلَك نِفُصّلَ آلَآيَآتٌ لَقُوٌمً يَعٌلَمًوٌنِ}.

           (  آلَآيَهّ 32 مًنِ سِوٌرهّ آلَآعٌرآفُ  ).


_ آيَ ان كل الخير الذي نتمتع به في الدنيا من فاكهه وماء عذب وملابس فاخره وطعام مذاقه طيب.. كل هذا يشترك فيه المؤمن والكافر في الدنيا فقط.. 

_ اما في الاخره فهو للمؤمن وحده،، اما الكافر فله طعام يغلي في بطنه مصدقا لقول الحق سبحانه: 

          { إن شجره الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي              في البطون ، كغلي الحميم}.

       ( الايات 43 و44 و 45 و 46 من سوره الدخان )


_ اما ملابس الكافر في الآخره فهي من نار مصداقا لقوله تعالي:

           { فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار}.

           ( الايه 19 _ سوره الحج ).


_ اما شرابهم فماء مغلي يقطع الامعاء مصداقا لقوله تعالي: 


          { فإنهم لا كلون منها فمالئون منها البطون،

              ثم ان  لهم عليها لشوبا من حميم }.

           

      (  الايتان 66 و67 من سوره الصافات  ).


_ اذن فكل نعم الله التي اباحها للكافر في الدنيا محرمه عليه في الآخره،، وتكون النعم خالصه للمؤمنين  ، 

وهذا ما سنعرضه في الفصول القادمه..

_ الاشياء التي تنفعل لك في الدنيا لا تفرق بين المؤمن والكافر  ، فمن احسن العمل اعطته الارض  اوفر المحصولات بصرف النظر عن كونه مؤمنا او غير مؤمن مطيعا او عاصيا  ، لان الله الذي استدعاه للوجود يعطيه مقومات هذا الوجود ويوفره له ولذلك من احسن عمله بالنسبه لعطاءات الارض اعطته الارض احسن النتائج..


                     ◾◾◾◾◾◾





samah galal
samah galal
كاتبة في مجال الاسرة ، المجتمع، والمواضيع المتنوعة .

تعليقات